نظمت الجمعية الخيرية لانماء التعليم الجامعي في عاليه، ندوة في قصر الاونيسكو تناولت "أخطار المخدرات"، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده الذي القى كلمة شدد فيها على "تغليب الحوار حول هذا الموضوع على كل الحوارات الاخرى، وعلى اهمية الجانب الاستباقي في معالجة هذا الامر"، لافتا الى "ما يشهده العالم من حروب سرية وعلنية بين المجتمعات ومافيات المخدرات".
وقال "إن مقاربة المخدرات باتت مسؤولية سياسية تربوية إجتماعية وصحية ووطنية، على اعتبار أن أي تدخل من جانب غير المتخصصين وأصحاب الخبرة يمكن أن يؤدي إلى تدهور حالة المدمن أو تشجيعه على المزيد من الإدمان.
واكد اننا في وزارة التربية والتعليم العالي نجد أنفسنا في مقدمة المسؤولين عن حماية الأجيال الناشئة إن كان في المدارس أو في الجامعات أو في أي مكان آخر من المجتمع، ولكنا لا نمتلك وحدنا الوسائل ولا الخبرات، بل إننا منفتحون على الوزارات الأخرى والمجتمع المدني الناشط وخصوصا أصحاب الخبرات في المتابعة والعلاج.
وقدر حمدان عاليا جهود الجمعية الخيرية لإنماء التعليم الجامعي في قضاء عاليه بشخص رئيسها النشيط الأستاذ عصمت عبد المجيد غريزي وجميع العاملين والناشطين في إطارها على تنظيم هذه الندوة، ودعوة تربويين ومتخصصين الى المشاركة، إن لجهة تطبيق القانون واكتشاف تجار المخدرات والمتسللين إلى المدارس والجامعات وإلى المطاعم وأماكن السهر والأحياء لبيع هذه السموم، وعنيت بهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ورئيس مكتب مكافحة المخدرات العقيد هنري منصور، أو بدعوة المتخصصين في الطب النفسي وعلاج الإدمان على غرار الدكتور جوزف الخوري، أو لجهة المتابعة والعناية وإعادة تأهيل المدمنين وهؤلاء هم ملائكة الرحمة وأصحاب الصبر والإيمان على غرار الأب مروان غانم".
واعتبر انه "في التربية، نحن جميعا كمؤسسات تربوية رسمية وخاصة في خط المواجهة الأول، وأحيي هنا فضيلة الشيخ سامي أبي المنى من مؤسسات العرفان التوحيدية، والناشط من خلال إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة وبكل مسؤولية وتضحيات للتوعية التربوية واكتشاف حالات الإدمان وإعلام المعنيين من أجل المتابعة".
وتابع اننا "كنا في السابق نقول إن المخدرات الكلاسيكية لا يمكن أن تنتشر بين تلامذة المدارس الرسمية لأنها غالية الثمن، وبالتالي فإن لا قدرة لهؤلاء التلامذة على شرائها. لكن الواقع هو ان انتشار الأدوية المخصصة للآلام بصورة عشوائية، وإمكانات الحصول عليها بسهولة من الصيدليات، وبيعها بالحبة للتلامذة، جعل الآفة تغزو كل المدارس والجامعات والأحياء، وبصورة شبه علنية في بعض الأحيان.
واكد ان المشكلة خطيره جدا وإن وسائط التواصل الإجتماعي باتت تسهل على الناس التعرف إلى أنواع المخدرات الدوائية كما تسهل الحصول عليها، وبالتالي فلا يمكننا أن نغمض أعيننا وننسى أو نتناسى هذا الخطر الذي يسحق مجتمعاتنا الشابة بلا رحمة". كاشفا ان "نحن في وزارة التربية والتعليم العالي قد فتحنا أبوابنا أمام التعاون مع الوزارات والجمعيات والمجتمع المدني، وتتضمن مناهجنا التربوية أنشطة صفية ولا صفية تشجع التلامذة على الرياضة والتغذية الصحية والسلوكيات السليمة والأخلاقيات في التعاطي مع الآخر، واحتضان التلامذة الذين تظهر لديهم إتجاهات للإنزواء لكي لا ينزلقوا نحو التدخين والكحول والمخدرات والأدوية. وندعو الأهالي إلى اليقظة ومتابعة الأولاد والتنبه لأي ظواهر غير طبيعية.
وختم بالشارة الى انه ومع ورشة تجديد المناهج والدخول في التعليم الرقمي التفاعلي، فإن توجهاتنا تقضي بالتعمق أكثر نحو الحماية من أخطار المخدرات على أنواعها وحماية الناشئة فكريا وثقافيا وصحيا عبر توجهيهم أكثر نحو العناية بأنفسهم والتوجه نحو الطبيعة والخدمة المجتمعية والسلوكيات السليمة".
بعد ذلك، قدم رئيس الجمعية عصمت عبد المجيد غريزي، درعا تكريمية الى الوزير حماده.